إلى كل مشتاق إلى سُكنى الجنان ،والفوز بالحور الحسان والتشرف برؤية الرحيم الرحمن .
إلى كل مشتاق إلى دار السلام ، وجنة هي سلعة الرحمن أعد الله فيها لعباده ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .
دار غرسها بيده وجعلها مستقراً لأحبابه وأحبته وملئها من رحمته وكرامته .
فيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين ، وأنتم فيها خالدون قد جرت في وجوه أهلها نظرة النعيم ، فطوبى دار الفردوس من دار مقام ففيها يُنال المبتغى والمرام .
فأرضها المسك والزعفران ، وسقفها عرش الرحمن وحصباؤها اللؤلؤ والجوهر ، وبناءها الذهب والفضة ، وطعام أهلها فاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون ، ولباسهم الحرير وأمشاطهم الذهب ورشحهم المسك وفرشهم بطائنها من استبرق وانيتهم الذهب والفضة ووجوه أهلها كالقمر وهم أبناء ثلاثٍ وثلاثين وأوزاجهم الحور العين لو اطلعت إحداهن على الدنيا لطمس نورها نور الشمس ولملئت الدنيا ريحاً وشذاً وخمارها على رأسها خيرٌ من الدنيا وما فيها .
وأعظم نعيم يُعطاه أهل الجنان حينما يكشف الجبار الحجاب ، فيتشرفون بلذة النظر إلى وجهه الكريم .
أدنى أهل الجنة منزلة :
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " سأل موسى عليه السلام ربه : ما أدنى أهل الجنة منزلة ؟ قال : هو رجل يجيء بعد ما أُدخل أهل الجنة الجنة فيقال له : أدخل الجنة ، فيقول : أي رب كيف وقد نزل الناس منازلهم وأخذوا أخذتهم فيقال له : أترضى أن يكون لك مِثلُ مُلك مَلكٍ من ملوك الدنيا ؟ فيقول : رضيت رب ، فيقول لك ذلك ومثله ومثله ومثله ، فيقول : في الخامسة : رضيت رب ، فيقول هذا لك وعشرة أمثاله ، ولك ما أشتهت نفسك ، ولذت عينك فيقول : رضيت " رواه مسلم .
من أسباب دخول الجنة :
- المحافظة على أركان الإسلام .
- الصدق
- الإنفاق في سبيل الله
- إفشاء السلام .
- بناء المساجد .
- صلة الأرحام .
- كفالة الأيتام .
- حسن الخلق .
- المحافظة على صلاة الفجر والعصر .
- المحافظة على السنن الرواتب .
- الذهاب إلى المساجد .
- إماطة الأذى عن الطريق .
- زيارة المرضى .
- كظم الغيظ .
- العفو والصفح عن الناس .
- أداء الأمانة والعهد .
- حفظ اللسان والفرج .
- قراءة آية الكرسي بعد كل صلاة مفروضة .
- قراءة قل هو الله أحد .
- صلاة الليل .
- سلامة الصدر من الغل والحسد .
- طاعة المرأة زوجها .
أخى المسلم :
هذه الجنة وقد عُرضت بأرخص الأثمان وأنت في زمن الإمكان . فلا تحرم نفسك من مجاورة الرحمن ، وسُكنى الجنان والفوز بالحور الحسان والخلود في دار أُعدت لأهل التقى والصدق والإيمان ، قال تعالى : } إن المتقين في جنات ونهر (54) في مقعد صدقٍ عند مليكٍ مقتدر(55){ القمر 54-55.
اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .