هناك رأي يثيره الكثير من الأعضاء هنا . وفيه اخفاء للعديد من الأمور التي فيها ظلم شديد واجحاف عظيم واستهزاء بالنساء. وهو الرأي القائل انه توجد اعمال كثيرة تناسب الرجل ولا تناسب المرأة وهناك اعمال تناسب المرأة ولا تناسب الرجل. لما نرى هذه الأعمال نجد هؤلاء المقسمون يعطون الرجل اكثر الأماكن حساسية وتأثيرا ويعطون للمرأة مهمات ثانوية اي شخص يستطع القيام بها.
فمثلا، يُدعى ان المرأة لا تستطيع تولي أمور الحكم او القضاء او الوزارة الى آخر الوظائف الهامشية وتوكل اليها مهمات سهلة ولا تحتاج الى جهد عقلي كبير لعمله و هو الإهتمام بالبيت وبالأطفال. ايضا ليس في مجال الوظائف والمهمات. ايضا في مجال ادارة المرأة لنفسها، فهي لا تستطيع السفر لوحدها ويجب عليها الاستئذان من ولي امرها عندما تريد الخروج من المنزل، وايضا عند تقدمها للوظيفة تحتاج لذات الإذن من ولي الأمر وحتى في امور الدراسة سواء في التقديم للجامعة او المدرسة. أتسأل هل المرأة عندكم ناقصة الأهلية لهذه الدرجة؟ او انها سخيفة او تعاني من خلل ما في عقلها او وصلت الى هذه الدرجة من (الهبال) حتى لا تستطيع ادارة شئونها بنفسها؟
انتقل معكم هنا الى المبررات التي يسوقها هؤلاء. اول مبرر هو ادعاء ان الرجل والمرأة غير متساويين. ايضا، يقولون ان المرأة عاطفية ولا تستطيع اتخاذ القرار في امور جسام. ايضا قد يحتجون بوضع المرأة الحالي وعدم قدرتها الأن على حل ابسط الإشكاليات، وهذا كلام صحيح ونراه امامنا واقعا.
و الرد على هذه التبريرات سهل جدا. اولا: نحتاج الى دليل علمي جازم يثبت لنا عدم قدرة المرأة على ادارة شئونها او شئون المناصب العامة ايضا عدم مساواتها للرجل في القدرات العقلية.
بخصوص الرأي الأخير ففي الواقع، نرا ان المرأة غالبا لا تستطيع ادارة اي شيء تقريبا، لكن عندما نتسائل عن السبب نجد ان المرأة غيبت عن الحياة فترة طويلة من الزمان تتجاوز ألاف السنوات. فقبل هذا التغييب كانت المجتمعات البشرية تقودها المرأة وتحكمها المرأة وكان الطفل ينسب الى المرأة. هذا يدلنا على ان عدم قدرة المرأة على الإدارة هو سبب ثقافي وليس طبيعي. لأنه لو كان طبيعي لما استطاعت المرأة قيادة تلك المجتمعات. هو سبب ثقافي، لأن الرجل في فترة ما من الزمان حدثت تغيرات في اسلوب الحياة ادى لغلبة الرجل وامساكه بزمام الأمور. وايضا يثبت لنا ذلك المجتمعات الأخرى الموجودة الأن، وفي دول كثيرة في الشرق والغرب، تقود النساء الدول والشركات وترأس مجالس الإدارات وتكون قاضية وعاملة في مجالات مختلفة، ولم نرا ان تولي المرأة اخرهم بل اضاف لهم طاقات عاملة جديدة واساليب جديدة في الإدارة.
في النهاية، اقول ان الإدعاءات التي تحاول الإنتقاص من المرأة ومحاولة مساواتها بالأطفال والقصر هي ادعاءات ضعيفة ولا تعتمد على أي دليل علمي او حتى منطقي. بل هي محاولة من بعض الرجال والمتشددين دينيا لفرض سيطرتهم وتنفيس عقدهم النفسية على النساء. وأعتقد انه يجب على الدولة تحرير هذا الكم العائل من اليد العاملة الشبه من معطلة من سيطرة هؤلاء. [center]